كشف الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار مكان قبر نبي الله موسى.
وأشار ريحان إلى أن بنى إسرائيل بقيادة نبى الله موسى وصلوا إلى أعتاب المدينة المقدسة وقيل عند جبل نيبو الموجود فى الأردن حاليًا بعد سيرهم فى الطريق الساحلى الموازى لخليج العقبة بعد تلقى نبى الله موسى لألواح الشريعة بجبل الشريعة بالوادى المقدس طوى واختار المولى عز وجل عدد 12 شخص أطلق عليهم نقباء بنى إسرائيل بعدد أسباط "عائلات" بنى إسرائيل وحسم الله الأمر ولم يجعله محلًا للنزاع، فجعل لكل سبط نقيبًا منهم والنقيب هو الذي يدير حركتهم العقدية والدينية وكانت مهمة النقباء أن يتجسسوا أحوال الأرض المقدسة قبل دخولها.
وهؤلاء النقباء كما جاء فى التوراة هم من سبط روبيل " شامون بن زكوّن " ومن سبط شمعون " شافاط بن حُرّي" ومن سبط يهوذا " كالب بن يوفنّا" ومن سبط أتين " يجائل بن يوسف " ومن سبط يوسف وهو سبط أفرائيم " يوشع بن نون " ومن سبط بنيامين " فلط بن رفون " ومن سبط زبالون " جدي بن سودي ومن سبط منشا بن يوسف " جدي بن سوسا" ومن سبط دان " حملائل بن جمل " ومن سبط أشر "ساتور بن ملكيل " ومن سبط نفتالي " نحى بن وفسي" ومن سبط جاد " جولايل بن ميكي".
وقد أرسلهم نبى الله موسى وقال لهم ارتفعوا قِبَل الشمس، فارقوا الجبل وانظروا ما في الأرض وما الشعب الذي يسكنون، أقوياء هم أم ضعفاء، أقليل هم أم كثير؟ وانظروا أرضهم التي يسكنون أسمينة هي أم هزيلة؟ أذات شجر أم لا؟ اجتازوا واحملوا إلينا من ثمرة تلك الأرض، فرجع النقباء من هول ما رأوا قوة من فيها كلٌّ منهم يَنْهى سِبْطه عن قتالهم إلا يوشع بن نون وكلاب بن يافنة يأمران الأسباط بقتال الجبابرة وبجهادهم فعصوا هذين وأطاعُوا الآخرين.
اقرأ أيضا :- خبير آثار: جبل موسى واقع ديني أثري يصعده الملايين لرؤية أجمل شروق في العالم
"وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ".
سورة المائدة من آية 20 إلى آية 23
وحين رأى النقباء قوة أجسام أولئك القوم عادوا وأخبروا بنى إسرائيل بما رأوا فضعفت قلوبهم ولما أمرهم موسى بالعبور رفضوا، وقال رجلان أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه غلبتم ويفسر الشيخ محمد متولى الشعراوى "وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا" بما أنعم الله به عليهم من نجاتهم من فرعون والمن والسلوى والغمام وتفجّر العيون ورغم ذلك رفضوا دخول الأرض المقدسة كما جاء فى القرآن الكريم فقدّر الله عليهم أن يعودوا تائهين بين أودية وشعاب وجبال وسهول سيناء ليس لهم أرض يستقرون بها لمدة 40 سنة ويوجد بقعة كبيرة بوسط سيناء تعرف باسم التيه حتى الآن
"قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ " سورة المائدة الآيات من 24 إلى 26.
ونوه الدكتور ريحان إلى أن الحكمة من بقائهم فى التيه 40 سنة حتى يفنى الجيل الذى نشأ فى الذل ويأتى الجيل الذى ولد وتربى فى سيناء، وبعد سنين التيه دخلوا الأرض المقدسة فى عهد يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف فتى موسى، ومن الملاحظ فى قراءة الآيات الكريمة ضرورة التوقف عند قوله تعالى "مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ" ثم استكمال "أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ" وتعنى أنها حرمت على هذا الجيل تحريمًا أبديًا لا تحريمًا مقيدًا بأربعين سنة حتى يفنى الجيل الذى رفض دخول الأرض المقدسة رغم قدرتهم على الحرب والقتال ولم يدخل أحدًا منهم الأرض المقدسة.
وفى التوراة فى سفر العدد إصحاح 12 أن نبى الله موسى مات عن عمر يناهز 120 عام ودفن بسفح جبل نيبو الذى يبلغ ارتفاعه 806م فوق مستوى سطح البحر ومات نبى الله هارون فى تلك الفترة ودفن بجبل هور تجاه وادى حور شرق وادى عربة بين الأردن وفلسطين ودخل بنى إسرائيل الأرض المقدسة فى عهد يوشع بن نون، ووقف نبى الله موسى على جبل نيبو وشاهد الأرض المقدسة ومات قبل أن يدخلها.
وجبل نيبو يقع في الأردن 10كم غرب مادابا ويشرف على البحر الميت ويمكن مشاهدة البحر الميت بالعين المجردة بمجرد الوقوف على قمة الجبل ومن أعلاه يمكن مشاهدة المسجد الأقصى بالقدس وأبراج الكنائس وجنوب لبنان وجبال سيناء وقيل أن قمته تضم رفات نبى الله موسى، كما يحظى هذا الجبل بأهمية كبيرة بسبب الكنيسة الإيوانية الموجودة على قمته والتي شيدها رهبان الفرنسيسكان بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين وهناك اعتقاد بوجود قبر نبى الله موسى بها وهذا ما لم تؤكده الحقائق الأثرية.
ويحظى الجبل بأهمية كبرى لدى اليهود لذكره فى التوراة ولدى المسيحيين للاعتقاد بأن نبي الله موسى عليه السلام توفي ودفن في جبل نيبو، وأنه قبل وفاته وقف على الجبل مع قومه، ورأى الأرض المقدسة التي لم يصلها وكذلك لدى المسلمين للاعتقاد بأنه الجبل المذكور فى القرآن الكريم المعروف بالكثيب الأحمر.
